كمبوديا تثير مخاوفها في الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار الهش مع تايلاند
بنوم بنه - ٢٩ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٥م، وكالة الأنباء الكمبودية
أعرب معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد براك سوخون، عن امتنانه لوقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه حذر من أن الهدنة لا تزال هشة.
وفي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة، يوم السبت الماضي، أكد معالي براك سوخون على أنه على الرغم من التزامات كل من كمبوديا وتايلاند بالامتثالهما الصارم لشروط وقف إطلاق النار وإعادة بناء الثقة واستعادة الحياة الطبيعية، إلا أن الوضع لا يزال حساسا.
وقال "لكن الإخلاص لا يمكن أن يكون ذا مصداقية والثقة لا يمكن أن تزدهر إلا عندما يتطابق الاحترام لنص وروح الاتفاقات مع العمل الحقيقي على أرض الواقع. ومن المؤسف أن استمرار التحركات الأحادية الجانب لفرض السيادة الإقليمية من جارتنا باستخدام القوات بدلا من الآليات المتفق عليها، والخرائط الأحادية الجانب بدلا من الخرائط المعترف بها دوليا والتي تم إنتاجها وفقا للمعاهدات التي تربط البلدين، وعدد لا يحصى من الإجراءات الأخرى تعمل على تقويض جهود بناء الثقة والسلام هذه".
وشدد معاليه على أن ما يثير القلق البالغ هو الإخلاء القسري للمدنيين الكمبوديين والتهديدات باستخدام القوانين الوطنية ضدهم وطرد مئات آخرين من أراضيهم التي يعيشون فيها منذ عقود. إن مثل هذه الطريقة للسيطرة الإقليمية على الجزء من الحدود الذي لم يتم ترسيمه بعد تظهر تجاهلا واضحا ليس فقط لشروط وقف إطلاق النار، بل وأيضا للاتفاقيات المتبادلة بشأن تسوية قضايا الحدود. وفي هذه العملية، يتم انتهاك سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها كما يتم انتهاك حقوق وكرامة العديد من الكمبوديين.
وأكد أن كمبوديا التزمت بوقف إطلاق النار بشكل ثابت وصارم، وأظهرت حسن النية والشفافية الكاملة في تنفيذ شروطه. لقد مارسنا أقصى درجات ضبط النفس، حتى في مواجهة الحوادث والاستفزازات المتكررة. وفي صباح هذا اليوم (٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥م)، وقع هجوم غير مبرر بالقرب من موقع حساس في أعقاب ادعاء بأن قواتنا فتحت النار أولا. ولم تمتنع قواتنا عن القيام بأي عمل انتقامي، مما يؤكد التزامنا بالسلام".
وتابع أن كمبوديا مسترشدة بنفس الروح التي أنهت صراعها الداخلي قبل ما يقرب من ثلاثة عقود، وتؤكد من جديد دعوتها للحوار والتسوية السلمية لجميع القضايا المعلقة. وتحث على التقيد الصارم والصادق بالشروط المتفق عليها لوقف إطلاق النار والاحترام الكامل للاتفاقات الثنائية ومراعاة القانون الدولي؛ بما في ذلك ميثاق كل من الأمم المتحدة ورابطة أمم جنوب شرق آسيا.
وأضاف أن كمبوديا تسعى بجدية إلى الحصول على الدعم المستمر والمساعي الحميدة من رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا والدول الأعضاء والأمين العام للأمم المتحدة والهيئات ذات الصلة في الأمم المتحدة، فضلا عن القادة في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تهدئة التوترات وتشجيع الحل السلمي ومنع أي مأساة أخرى.
وقال "كمبوديا دولة صغيرة تركز على إعادة بناء اقتصادنا وتحسين رفاهية شعبنا. نحن لا نشكل أي تهديد لسيادة أي بلد. في حين أننا سنحافظ دائمًا على استقلالنا وسيادتنا وسلامة أراضينا، فإن استخدام القوة يظل الملاذ الأخير. وستواصل كمبوديا بذل كل جهودها لاستعادة الثقة والوضع الطبيعي وتعزيز التعايش المتناغم وعلاقات حسن الجوار وتحويل المناطق الحدودية إلى مناطق سلام وصداقة وتعاون وازدهار مشترك".
By El Sales